سؤالي مهم جداااااااا
أخاف من عقوق الوالدين و من دعائهما بالشر علي ، أمي و أبي لم يكملا تعليمهما ، لذا فهناك فجوة كبيرة بيني و بينهما ، فأنا دائمة الشجار معهما و لا أستطيع التحكم بأعصابي ، أصبحت أكره أمي و أبي كرهاً شديداً، حيث أنني فتاة جامعية و أعلم حرمة العقوق فماذا أفعل ؟ هل لي من توبة حيث والداي غير راضيان عني أشعر بحرقة اجيبوني جزاكم الله خيراً.
الاجابة
ابنتي العزيزة هداك ِ الله .
يقول سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وخير البشرية جمعاء، أمرت أن أخاطب الناس بقدر عقولهم .
وإذا كانت الدنيا تقاس بالمستوى التعليمي ما تحدث أنا معك ولا تحدث رؤسائي إلي ولا تحدث عالم جليل مع خادمة ، ولا فكر أب أن يعلم ولده حتى لا يتعالى عليه كما تفعلين أنتي.
ابنتي العزيزة ، أذكرك بشيء بسيط جداً أن والدتي لم تتعلم القراءة ولا الكتابة ومع ذلك أقبل قدميها يومياً وليس يدها، لأن رسولنا الكريم أخبرنا بأن الجنة تحت أقدام الأمهات وكثيراً ما تنهى والدتي عن ذلك، أنتي متعلمة، ألم تقرئي قول المولى عز وجل (ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما...) ، وقوله أيضاً : (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ...) .
ابنتي العزيزة واضح من اللهجة في رسالتك أنك تريدي التحرر أكثر من اللازم وهذا خطأ في دينك وشخصك اتقي الله وأطيعي والديك ولا تخالفيهم لأن معصية الوالدين من معصية الله ما لم يأمراك بمعصية .
ابنتي ارجعي إلى صوابك واعلمي أن بيديك كنز لا تعرفي قيمته إلا بعد فوات الأوان، اعلمي أن الحب الوحيد في هذا الوجود بدون مقابل هو حب الوالدين للأبناء، واعلمي كما تدين تدان، لا تتركي الفرصة تضيع من يديك، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام عجب على من يدرك أحد والديه ولم يدخل الجنة، عند وفاة الأم ينادي ملك في السماء يا ابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها فعمل عمل نكرمك من أجله، إذا كنتي تردي أن تفوزي في دنياكِ وأخراكِ اتقي الله في الوالدين، أما عن التوبة والرجوع إليها عن الصواب اسمعي رأيك والديك فهم أصحاب خبرة في الحياة، العلم يختلف عن تجارب الحياة، ارجعي إلى حب بدون مقابل وهو حب وحنان الوالدين، راجعي إلى ربك بالتوبة فهو وحده الذي يقبل التوبة جميعاً ما لم يشرك به، استغفري ربك واعملي شيء يقربك إلى والديك وإلى ربك، المتعلم كما تقولي هو من يكسب ثقة وتقدير الآخرين وأنتي لا تستطيعي أن تكسبي حب أغلى الناس إليك ِ وأقرب الناس في معايشتك، فكيف تقولي بأنك متعلمة !!
وصف المولى سيد البشر بالخلق فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم)، دعي نفسك تعبر عما في داخلها من هذا الخير ولا يغرك مغريات الدنيا من ملاهي وأوهام ليست حقيقية، لا تندفعي وراء شاشات التلفاز ولا أصدقاء السوء، أنتِ بداخلك خير، اعملي وفقاً لما يمليه عليك ضميرك أنتِ، وليس بلسان الغير، داعياً المولى عز وجل أن يهديكِ إلى صراط مستقيم، ويجعلك منارة وقدوة لكل مسلمة في التوبة وصدق العمل.